الملك والشاه و مقالة داراغاهي

نشرت صحيفة لوس انجلوس تايمز تقريرا يقارن بين نظام جلالة الملك عبد الثاني و شاه ايران المخلوع وكالعادة تصرف معظم الاردنين تماما كما يتصرفون عند ورود اي خبر او ثقرير او اشاعة تتعلق بالملك، تحدثوا عنه في منازلهم المغلقة وفي العلن تصرفوا كالاطرش بالزفة وكانهم لم يسمعوا بالتقرير

الاردنيون كثيرا ما تحدثوا عما سيحصل لهم اذا ما اطيح بالاسرة الهاشمية خاصة وهم يشاهدون جلالة الملك حسين رحمه الله ينجو باعجوبة مرة تلو الاخرى من محاولات الاغتيال على البر وفي السماء وحتى الغذاء التي كانت قد اطاحت بجده ومع رئيسي وزراء اردنيين فيما بعد رحمهم الله جميعا

اذن الاردن ليس تلك الجنة التي لا تنفجر فيه قنبلة او لا يستهدف فيه الملوك وعلاقتنا بدول الجوار كانت تعد الاسوا في العالم وشهدنا في العام الماضي هجوما لم نر مثله قط على ترابنا منذ عقود

منذ تاسيس الاردن والملك ايا كان كان يجد تاييدا كبيرا من الاردنيين خاصة افراد الجيش وباعتراف الملك حسين ذاته انه لولا ولاء الجيش لكان علي ابو نوار اطاح بالحكم قبل خمسين عاما، اما الجيش فانه لا يدافع عن الملك لشخصه فقط بل لانه رمز لاستقرار الاردن خاصة وان اي تهديد للعرش كان مدعوما او ممولا من جهات غير اردنية، لذا فالدفاع عن الملك اعتبر دفاعا عن سيادة الاردن وحدوده

الناس تعزي اي تقدم حضاري او انجاز الى جلالة الملك لكنها في الوقت ذاته كثيرا ما تجده مسؤولا عن اي تدهور في البلد او في او اوضاعها المعيشية حتى لو كانت الظروف خارجة عن ارادته لذلك انا لا اعتبر تقرير بورزو داراغاهي خاليا تماما من الحقائق

الاردن تغير كثيرا والمنطقة كلها تغيرت اكثر منه ودخلت الى البلد اموال هائلة لكن القليلين هم من استفاد منها اما من يعيش خارج عمان وهم اغلبية الشعب فلم يعيشوا شيئا من هذا الخير واصبح من المستحيل لهم تعليم ابنائهم في الجامعات او حتى التفكير في الاقامة في عمان التي اصبحت تبدو وكانها دولة اخرى وان سكانها من عالم مختلف , اما الطبقة الوسطى فانها تنهار بسرعة وحتى الامن الداخلي الذي كنا نفتخر به وجدناه يتزعزع امامنا بصواريخ العقبة وتفجيرات الفنادق..... كل هذا يحصل اثناء حروب وصراعات يقتل فيها العراقيون والفلسطينيون وسط صمت عربي واحباط شديد للمواطن الاردني

لا اعتقد ان جلالة الملك او الاردن بحد ذاته قادر على تغيير الكثير في المنطقة خاصة بموارده المحدودة وحجمه الصغير و جلالة الملك مختلف تماما عن الشاه ولا اعتقد ان داراغاهي اصاب عندما تنبا له بنفس المصير لكن تقريره يجب الا يهمل لان الناس في الاردن بدات
تشكي والاخطر من ذلك انها بدات تجوع واذا ما جاعت فسانها ستفعل اي شيء لنيل رغيف الخبز من اي شخص كان وباي طريقة وكل ما اتمناه الا نصل الى هذه المرحلة