صراع الجبابرة

الزمان: يوم أريزوني حار جداً
المكان: شقتي الفاخرة
قرر الأهل زيارتي من ما وراء البحار فقررت تنظيف الشقة لأول مرة

أثناء محاولتي تنظيف السجاد قمت بإزاحة إحدى الكنبايات

فوجئت بوجود مخلوق زاحف غريب

نظرت فيه جيداً لعلني أتذكر إذا كنت قد قابلته قبل ذلك

تأملت في عينيه الناعستين و شفتيه الحسناوين فقام بمبادلتي بجحرة دبت الرعب في

قلبي المرهف وأكمل هو زحفه ليختبأ تحت الكنباية المجاورة

اتجهت بسرعة نحو أقرب شبشب كي أقوم بمصع وجهه لكن حجم ذاك المخلوق ولون عينيه الفسفوري أرهبني قليلا
اتصلت مع الأخت سطيفاني إحدى المسؤولات عن إدارة الكومبليكس المتخلف حيثما أعيش

"مرحبا.... وانا بنظف بالشقة لقيت حشرة كبيرة جدا تحت الكنياية"
"واو واو طيب بحكيلك مع البيست كونترول بيجو الثلاثاء الجاي برشولك البيت"
"ما في حدا ييجي هسا يشيل هال حشرة"
"لاء بيجو الثلاثا"
"بس هاذي كبيرة "
"هل هي حشرة ام حيوان"
"بعرفش، يا إما حشرة كبيرة أو حيوان صغير"
"طيب لمن تعرف شو هي إحكيلي لأنو إذا حيوان بحكي مع ناس بيجو بلموه هسا"
"طب مهو كل الحشرات حيوانات"

لم تعلق اسطيفاني على ملاحظتي البيولوجية العقيمة بل أقفلت الخط وتركتني وحيدا أصارع أفكاري وانا أفكر كيف سأتخلص من هذا الكائن

الحي الذي أقسمت بتراب أريزونا أنه لن يبق حيا يعبث في أمني واستقراري
نظرت إلى الهاتف وبعد تردد شديد قررت طلب المساعدة

اتصلت مح أحد الشباب الأردنين

" اسمع لقيت شغلة تحت الكنباي"
"شغلة؟"
"اه صرصور او سحلية او خنفس بعرفش"
"طيب شو المطلوب؟"
"بعرض النور تعال اقتله"
"بتعرفش تقتله لحالك؟"
"لأ"
"كبير؟"
"شوي وبعدين عامل كاموفلاج لونه بني مثل لون الكنباي شكلو صارلو ساكن عندي خمسميت سنة"
"يا خسارة الجيش الشعبي فيك، عم بتغدى مع مرطي بس أخلص باجيك"

وقفت بجانب الكنباية حاملا الشبشب النووي وانا انتظر خروج ذاك الحيوان الفاسق المختبئ كالعواية تحت الكنباية

ابتعدت مسافة آمنة وانحنيت على الارض مبحلقاً لعل وعسى استطيع التعرف أكثر على تفاصيل ذاك العدو البغيض فبل المواجهة الدامية لكن

هذا اللعين استطاع تحصين نفسه من المراقبة

فكرت بوسيلة حربية لاستفزازه ليخرج فقمت برش ما تبقى من علبة الديودورنت تحت الكنباية لكن العدو لم يحرك ساكن واستمر في تصعيد الحرب النفسية إلى أعلى دراجاتها

بعد عدة دقائق مرت كالدهر وصل الصديق المناضل لابسا الشبشب في قدم وحاملا الفردة الاخرى استعدادا لخوض المعركة

"وينو؟"

ودون كلام أشرت بسبابتي نحو الكنباية البنية فاتجه إليها ذاك النشمي ودون تردد رفش الكنباية جانباً ليبحث عن العدو الماجن

"ولك هاذي سحلية!"

أغمضت عيني وانا استمع الى أصوات زئير الشباشب وهي تقصف عمر العدو الخسيس

بعد عدة ثوان من الصمت الرهيب فتحت عيني سائلا، "شو صار؟ مصعتها؟

" لاء، شكلها شّلفت"
قررت لحظتها الانضمام للمعركة

"اسمع أنا يدور بالمطبخ وإنت دوّر عليها تحت الكنبياية الثانية"
وقبل أن نبدأ بتنفذ الخطة استعملت السحلية عنصر المفاجأة وباغتتنا بالظهور على الحائط والالتصاق به
"أقلك روح جيب مسّاحة أو مكنسة"

قمت بالطيران نحو الخزانة و أحضرت المكنسة وناولت صديقي الشطافة واتجهنا بقلوب من حديد نحو الحائط ثم انهال عليها بالشطافة وفصل رأسها عن جسدها ثم أكملت عليها بالمكنسة فاعصاً إياها ومنهياً آخر فصول حياتها البغيضة مكللين المعركة بنصر آزر واختلط العرق بالدماء ورغم أن كلاً منّا يعيش على الطرف الآخر من الشارع إلا أننا توحدنا و رفع كل منا شطافته أو مكنسته محتفلين بنصر لن تجرأ كتب التاريخ على نسيانه