Sunday, February 11, 2007

وردة حمراء…on a Valentine's Day


One of the wonderful short stories by my friend Nakhleh ... It will give you another sense of Valentine
enjoy
Hareega
-------------------------------


السماء حبلى بأمطار وأسرار و أشياء أخرى… سار منتشياً بنكهة هذا اليوم الذي قدمه شباط هديّة للحب و المحبين…


كان دائماً يحب شباط…برده من كانون، و دفؤه من آذار، ونسيمه من نيسان…كأن السنة كلها قد أودعته تناقضاتها و أسرارها الحميمة، فلم يبخل هو، رغم أنه ابنها الأصغر ، بالرابع عشر عيداً مقدّساً لكل متيّم و حبيبة


مشى في الشارع المرتجف ينشد وردة حمراء…وردة واحدة جميلة لا بد أن يحصل عليها… لكن الجو المتجمّد كان ينذر بإغلاق للمتاجر قريب… فأخذ يهم في خطوه يكاد يعدو… و كأنه يجاري تيار المشاة المسرع الذي أخذ يخلي الطريق…


لم يبقَ الا محل الزهور عند الزاوية…اقترب من المكان لكن صوتاً حاداً سمّره في مكانه…التفت فإذا سيارة مسرعة تطرح رجلاً عجوزاً على الإسفلت… فرّ السائق في لمح البصر…فيما استعجلت البقيّة الباقية من المارة طريقها بعيداً عن مسرح الحدث


وقف للحظة يفكّر…لكن الرعد أيقظه فجأة، فيما بدأ المطر يهمي ليسقي المنظر كؤوساً من ماء بارد…نظر الى واجهة المحل ثم عاد و اندفع نحو الرجل الملقىعلى صفحة الأرض…فصدمه منظر النظارة السوداء التي يرتديها والعصا التي يحملها…و بسرعة انتشله من بين فكيّ الشارع الغارق في الدموع الشباطيّة…تفاهما دون كلام…سار العجوز الضرير مستنداً على كتف الشاب القوي و احتميا في محل الزهور فيما اشتد غضب المطر…لم يصب الختيار بأذى…كادت السيارة أن تدهمه لكنّه سقط أرضاً


شدّ على يد الشاب و قال بصوت جميل يناسب البياض في رأسه: " شكراً يا بني."وقف مبتلاً وسط المكان…ثم تذكّر
الوردة الحمراء…اقترب بوجل من البائعة و قال بهدوء مرتجف:-" أريد، لو سمحتِ، وردة حمراء

ابتسمت البائعة وردت بمرح…-" الورد الأحمر في عيد الحب غالٍ…!"، ثم أكملت بابتسامة آسفة :-" لم يبقَ عندنا ورد أحمر


ولا وردة ؟!"…قالها بهمس حزين وهو يجيل النظر بين أصناف الورود فلا يجد مبتغاه…_" آخر وردة بيعت قبل قليل…" … وقف كالمذبوح… كان جسمه يرتعش وأخذ يحس بخدر خفيف يلف رأسه


رفع الشيخ عصاه و هتف بذات الصوت الواضح العميق:_ " أظن يا عزيزتي أنك لو بحثتِ خلف تلك المجموعة هناك فستجدين وردة حمراء…" ...ابتسمت البائعة من مداعبة العجوز و التفتت وهي تكرر أسفها:_" أعتذر حقاً…لقد بعت بنفسي آخر وردة قبل لحظات…" " هناك هناك! خلف الأزهار الجميلة تلك…"عادت يداها تبحث في غير تصديق، حتى إذا استلت من بين الزهور وردة حمراء في غاية الجمال



وقفت مشدوهة لا تصدق ما بين يديها…التفت الشاب و كأنه في حلم…فضحك الأعشى وأشار بعصاه الى صدر الفتى و قال مبتسماً:- " القلب يرى يا صديقي " ...لم يرفع عينيه عن الوردة الساحرة تداعبها يدان مدربتان، تلفانها بغلاف شفاف و ببعض النوار الأبيض…- " لن آخذ منك ثمنها…" ابتسمت البائعة و هي تهز رأسها…"كل عام وأنتما بخير


التفت فلم يجد الرجل العجوز…احتضن وردته الغالية وخرج مسرعاً …لكن الشارع كان خالياً تماماً…وقف للحظة تحت المطر …أخذ يتخيّل الوردة و قد زيّنت صدغ حبيبته و عطرت شعرها الفاحم…وضع عينيها العسليتين أمامه و سار…يده تحمي وردة حمراء دافئة…و المطر الذي يشتد تهنئة ساخرة من شباط…لم تُنسه ذكرى صديق جميل…أخفاه الرعد كما يخفي الشتاء التموّجات المرتجفة التي تطبعها قدماه المسرعتان فوق الشارع المبتل



نخلة الياس أبو ياغي

4 comments:

Me said...

Beautiful!! i am a sucker for good writings!! it does something to me...thanks for sharing.

lubna said...

yee. he's my sister's friend. He used to email her and others his stories...and I would always read... a heck of an interesting writer. Glad I can read him through you!

Anonymous said...

very inspiring..happy Vday :)

Hareega said...

summer... thanx for reading

lubna... you're welcome, i posted some of his writings in previous posts

garednia, thanx, same to you