طوشه محرزة ونص

الزمان: عام الفين بالزبط

المكان: النادي الارثوذوكسي

المناسبة: مباراة نصف النهائي في كاس اوروبا بين البرتغال و فرنسا

تجمهر ما يقرب مائتي شخص بجانب البركة يشاهدون الشاشة الملقبة بالعملاقة وهم يفصفصون الفستق ويكروعون البيبس و بيرة الامستل الاصيلة صناعة محلية اوريجينال

بدا ما يشبه تكون معسكرين للجمهور معسكر للجماهير البرتغالية الاصيلة رغم ان معظمهم لا يستطيع تحديد البرتغال على الخريطة و معسكر اخر اصغر قليلا مكون من جماهير فرنسا المخلصة رغم ان سوادهم الاعظم لا يعرف عن فرنسا الا سيارات البيجو المخمجة و ان فتياتهن حرايق

شعر حريقة ببعض القلق لان هذا الوضع ذكره بوضع مشابه في مباراة الفيصلي و الوحدات عندما كان في الاستاد و دقت طوشة اخت اختها و نال منها حريقة طلقة مسيلة للدموع ظلو يبكي منها اكثر مما بكت سانديبل لما لقت امها

لكنه نظر بتمعن في وجوه الشباب وقال لنفسه، "لاء هذول شكلهم عوايات من شباب الويفر كلهم بكالوريا و نيو انغلش فش حدا منهم بعرف يهاوش

بدات المباراة و كان جالسا امام حريقة فتاة حمقاء تسال اسئلة غبية

"طب مين لازم يشوط عل يمين ومين لازم يشوط عل شمال؟؟"
"طب ازا زيدان جزائري كيييف بخلوه يلعب مع فرنسا؟؟"
" طب ما بصير فرنسا تشتري رونالدو؟"

و كان البوي فريند الاجرب جالسا بجانبها يشرح وهو يتظاهر بالعبقرية بعض القوانين لكنها استرسلت في اسئلتها الغبية حتى بدا حريقة في التفكير بخطة لاغراقها في البركة

و فجاة حمي وطيس اللعبة واصبحت النتيجة التعادل بهدف وسط حماس المعسكرين لتسجيل الهدف القاتل

و صاح احر المتبرغلين "يا زلمة هو زيدان بعرف يلمس طابة

و بدا الجو بالتكهرب وتبادل المعسكران نظرات التحدي الجدية التي لم يتبادلها حتى لاعبى المباراة وازدادت مشاعر القلق لدى حريقة لكنه كان متاكدا في الصميم ان خولنة هؤلاء المراهقين ستمنعهم من افتعال المشاكل

لكن الشعور بالطمانينة تلاشى سريعا عندما وقف احد المتبرغلين ونظر في وجه احد الحضور صارخا: "ك* اخت فرنسا

ورغم ان الشاب الاخر بدا لي من ثقالة دمه اثناء المباراة انه كركي الا انه تصرف و كان اباه من بوردو و امه مرسيلاوية فوقف بحدة و دفع المتبرغل ارضا

و قبل ان يهب احد اولاد الحلال للتفزيع بدات الكراسي بالتطاير في الهواء و زجاجات البيرة الرخيصة بالتكسر تحت اقدام المتهاوشين الذين تبادلوا اللكمات و الالفاظ النابية شاتمين عرض لويس فيعو و روي كوستا و زيدان باللاضافة طبعا لشقيقات المتهاوشين وسط انظار حريقة الذي نظر متحسرا على غلنات البيرة المنسكبة على الارض بين ما تبقى من اقدام الكراسي المتكسرة

وجاء مسؤول في النادي و فصل الشاشة وابعدها عن قبضات المتشاجرين الاشاوس بينما انقلع حريقة لمشاهدة المباراة في المنزل مع ابيه، وقبل نهاية المباراة بثوان احتسب الحكم ركلة جزاء خرافية لفرنسا، فصرخ والده، "ايه والله حرام هاظي تكون بينالتي

فوقف حريقة مفزوعا ونظر الى والده عاتبا، فساله ابوه : "مالك

فاجابه: يابا مشان الله وطي صوتك بلاش يسمعنا حدا" وقام واغلق ابواب الحمام كيلا يسمعهم احد الجيران في العمارة واكمل متابعة المباراة و هو بفكر في الشجاعة الفائقة للمشجعين النشامى. "