فارس

بعد اصطدام سيارته نزل منها والدماء تسيح منه ثم انهار على الارض قرب دوار الاذاعة والتلفزيون الذي سمي لاحقا باسمه....دوار فارس

عوض

تجمع حوله اطفال الحارة بينهم احد اصدقائي يشاهدون نهاية مطرب شاب اطرب الاردن ولم نرى مطربا مثله منذئذ
عبد الهادي راجي المجالي تذكره اليوم بمقالة في الراي
حريقة

-------------------------

فارس

قيل لنا يوما أن مرتب الصف السادس «ب» كله والبالغ «11» طالبا سيذهب لحضور حفلة للمطرب فارس عوض، كان هذا الامر في منتصف الثمانينيات.
.. يا الله كم كان فارس في منتصف الثمانينيات صاحب حضور بهي، وصاحب البدوية الفصحى التي تغنى أردنيا.. «حبحبني ع الخدين شوهالجساره ريد اشتكي ع الزين لقاضي العداله».
.. ذهبنا الى الكرك وفي قاعة الشهيد هزاع المجالي، وجلسنا وكانت الفرقة المصاحبه هي فرقة الاذاعة والتلفزيون والذي لفت انتباهي وجود عازف «طبل» أي أيقاع إسمه «أبو حلمي» كان يقوم بعملية إحماء «للطبلة، أتذكره جيدا يرتدي حذاء : كعب طويل» وقميصه «تشارلستون».. وكان له «سالف» يصل اسفل الفك،.. وايضا اتذكر انه كان يرتدي اربعة خواتم في يده.
.. بدأ الغناء، وبدأ ابو حلمي بالضرب على الطبل وما كان من فارس عوض إلا ان غنى.. راعي الشماغ الاحمر يهدر فوق المجنزر زغرديلو يا بنيه تقول سبع زمجر
في هذه اللحظة بدأنا، بالتصفيق، وفي ذروة الحماس خرج، رجل عن طوره ووقف على الكرسي وبدأ يلوح بشماغة الاحمر وقيل لنا وقتها:« هاظ شارب» لم اعرف معنى الكلمة للآن.
.. كان فارس عوض يردد :« عليهم حيهم النشامى» وقامت بعض الصبايا بقذفه بالورد... وكان «أبو حلمي» يحمل الطلبة ويقف من قبيل الشعور بالحمية لكني كنت أكاد اسمع قائد الفرقة ينظر اليه وكأن حركة شفاهه تقول: أقعد إنطم».
.. لحظات ودون ان يوقف فارس عوض الاغنية بدأ بمطلع جديد:
يا ابو خديد منقرش/ يا عذاب الشقاوي
لفني في حضينك/ والله غيرك ما هاوي
قالوا بدل ما بدل/ قلت ما ابغى البديله
كيف ابدل حبيبي/ يا اهل القلوب الهبيلة
.. اشتعلت النار على الكراسي، وكان في المؤخرة سيدة اعرفها تدعى: «أم اسماعيل» بدأت تزغرد.. واظن ان احدهم اخرج المسدس ولكنه انتبه في اللحظة الاخير الى ان الصالة مغلقة.. مما حدا بالمحافظ للصراخ في وجهه :« طخ بره طخ بره.. مو هون».
.. مما اذكره ان فارس حين كان يصل الى لفني في «حضينك غير حضينك ما هاوي» كان ابو حلمي يضرب بقوة ويزغرد..
واحدهم بعد ان اشتعلت فيه الحمية صعد الى المسرح ومسك الميكروفون وبدأ يغني مع فارس عوض.
... حين انتهى الغناء ذهبنا الى فارس كي نأخذ صورا معه، وقال لنا وقتها:« معلش مستعجل يا شباب»
.. كان نجما بدويا، ومما اتذكره ان «أم اسماعيل» حضنت فارس وقبلته على جبينه وقال مختار الحاره في وقتها :« ام اسماعيل بطلت تستحي».
.. راحت أيامك يا فارس، واتذكر انك كنت تغني البدوية الفصحى بكل جمالها، وكان الاردن على شفتيك الرائعتين اجمل لحن وأظن ان كل النشميات المأدبيات قد سحرهن شدوك العذب، هل أبوح اكثر.. للفن هويه، وفارس كان دائرة الاحوال المدنية في الفن الاردني..
على كل حال.. جئت في بالي هذا الصباح وأنا استمع «لكاسيتك» «أبيعك والله ما بيعك» وقررت ان تكون زاويتي هذا الصباح عن الغنى البدوي فارس عوض.. عن دائرة الاحوال المدنية للفن الاردني..
.. ما زال هناك اناس يذكرون روحك ولحنك الاصيل.. فأنت الوحيد الذي لا يخصخص وانت الوحيد الذي لا يصبح تكنوقراطا وانت الوحيد الذي لا يروج خارجيا.. انت روح الاردن الجامحه.. وانت اللحن الذي بقي على جبهة الوطن ولم يخجل بعد من بداوته او روحه لك الحب يا فارس، وسنشدو كل صباح :« يا ابو خديد منقرش يا عذاب الشقاوي».