ألسنا نحن من يقدم رب الأسرة على الأسرة و شيخ العشيرة على العشيرة وعبيد الله على الله ونجعل من بعض البشر آلهة لا تخطئ حتى لو كنا نرى الخطأ باعيننا ونعيشه كل يوم
ألسنا نعتبرهم معصومين عن الخطأ فلا نجادلهم ولا ننقاشهم كيلا نتهم بالخروج عن الصف وتفتيت الشتات الأسري فنعطيهم الحق في ضرب الزوجة والأطفال والخادمة وابن الجيران إن اقتضى الأمر وتكون الكلمة الاولى والاخيرة له
ألسنا نحن من يقدس كل من أطال لحيته و زاد من عبسه وكشر أكثر في وجوه الناس ونعتبره أتقى الأتقباء ونسعى إلى إرضائه لأننا لسبب ما نعتبر أن رأيه بنا هو رأي الله ونعتبر كل ما يتفوه به آيات منزلة و قوانين ثابتة دون أي خطأ
إذن لم نغضب كثيرا إذا ما جائنا قادة بريدون المحافظة على وحدتنا واضطروا إلى صفع الوجوه و رفش البطون والتخلص من كل شيء يهدد تماسكنا كعائلة
لم نغضب إذا جائنا رجل مدعيا أنه وريث الله على الارض فنسجده ونعبده ونطلب رضاه علينا لئلا نُسخط إذا ما سخط علينا
زعمائنا لم يأتوا من كوكبة فضائية قادمة من مكان مجهول بل جاؤوا من أفراد الشعب المسحوق وكانوا يوما ما جالسين في منازلهم المتواضعة يشكون من غطرسة حاكمهم الذي جلبه الاستعمار
كثيرا ما يترحم العرب على زعماء أُطيح بهم قبل عدة عقود لأنه قيل لنا آنذاك أنهم خونة و مرتزقة وما أخشاه أن يأتينا زعماء في المستقبل يعدونا بالاصلاح والحرية فلا ننال منهم شيئاً و نبدأ بالترحم على زعماء يومنا هذا
ما أخشاه هو أننا نستحق الحرية لكننا لسبب غامض لا نريدها
4 comments:
Ish hal kalam el t2eeeel ! Agwa nooo3 sayer
CheeerZ!
Salema lesanak ya a5a al3arab.
كما تكونوا يولّى عليكم
You are right! I wonder how did we reach to this stage of life where everything is just messed up!
Post a Comment